مفهوم السنة ودور الرسول عليه السلام
عند البحث فى نصوص القرءان الكريم عن مصطلح السنة النبوية، فستجد أنه لا وجود لهذه العبارة، ولم ترد أية إشارة إلا لتعبير سنة الله، وعلى ما يبدو جاء بمعنى طريقة أو منهج الله تعـٰلى.
فجاء هنا بمعنى منهج أو طريقة الله تعـٰلى مع الخلق الأولين الذين استكبروا فى الأرض (ٱسۡتِكۡبَارًا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلًاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا ٤٣) سورة فاطر
وهنا بمعنى منهج أو طريقة الله تعـٰلى مع الأقوام الذين أخرجوا من سبق من الرسل من ديارهم (سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَاۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلًا ٧٧) سورة الإسراء
أما السنة النبوية التي يعتبرها الأغلبية من المسلمين موازية للقرءان الكريم، ومكملة للنقص الموجود فى القرءان، والمصدر الثانى للتشريع فلم يذكر عنها القرءان شيئًا برغم انها تعتبر عند البعض هى الأهم بعد القرءان الكريم، وعند آخرين هى أهم من القرءان الكريم، ويقولون فى ذلك أن القرءان يحتاج إلى السنة أكثر من حاجة السنة إلى القرءان.
وبمعنى آخر أن كتب السنة التي تجمع روايات عن أفعال أو أقوال، كتبها بعض المؤرخين ونسبوها إلى الرسول الكريم بعد وفاته بعشرات أو مئات السنين، هى أهم من كتـٰب الله تعـٰلى، وهذه الكتب البشرية التي لم يأمر الله تعـٰلى أو رسوله بكتـٰبتها تُكمل القرءان الذي يعتبرونه ناقصًا.
دور الرسول عليه السلام
عند البحث فى كتـٰب الله سبحانه تعـٰلى عن دور الرسول الكريم الذي حدده له الله تعـٰلى فستجد أنه مقتصر على التبليغ والإنذار، مثل دور من سبقه من الرسل ولم يكلفه الله تعـٰلى بالتشريع للبشر أو بإجراء تغييرات على تشريعه أو أحكامه التي يحتويها القرءان الكريم.
ويبين هذا النص بوضوح مهمة الرسول الكريم بأن الله تعـٰلى لم يرسله إلا مبشرًا ونذيرًا بالقرءان (وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ١٠٥ وَقُرۡءَانًا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلًا ١٠٦) سورة الإسراء
وهنا إضافة لدور الرسول كمبشر ونذير فهو أيضًا سيكون شاهدًا على قومه يوم القيامة (إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨) سورة الفتح
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ٤٦) سورة الأحزاب
(أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ ٢) سورة هود
وهكذا يحدد القرءان الكريم دور الرسول عليه السلام بدون أن يذكر مرة واحدة أن الله تعـٰلى قد أمره أن يُضيف أو يُنقص شيئًا فيما يخص الأحكام والتشريعات التي كتبها الله تعـٰلى على العباد.
المقصود بالتبيين فى القرءان الكريم
يعتمد من يفترضون وجود كتب آخرى مكملة لنقص القرءان الكريم على محاولة تبديل المقصود من بعض نصوص القرءان الكريم فى محاولة لإثبات ما يعتقدون، ومن أهم ما يستندون عليه كدليل من القرءان الكريم النصوص التي تتحدث عن أمر الله سبحانه وتعـٰلى للرسول الكريم بالتبيين.
ويعتبرون أن هذا أمر واضح للرسول بتبيين القرءان وما فيه من أحكام وعبادات، التي يعتبرونها جاءت غير كاملة فى القرءان ودور الرسول هو تفصيلها.
فعلى سبيل المثال عبادة الحج التي جاء تفصيلها فى القرءان الكريم، ولكن الرسول عليه السلام قد فصلها أكثر وأضاف إليها وجوب لبس زي معين أثناء الحج ورمي الجمرات والوقوف على جبل عرفات والدوران 7 أشواط حول الكعبة بل وقام بتغيير وقت الحج الذي فرضه الله تعـٰلى خلال الأربعة أشهر الحرم وجعله فقط خلال أيام من ذي الحجة.
وهذا فى الحقيقة ليس تفصيل لأعمال للحج بل تشريع جديد وتبديل لما هو ثابت ومحفوظ فى القرءان الكريم. (راجع هنا مقال مُفصل عن الحج فى القرءان الكريم)
وإن عدنا مرة آخرى لنصوص أمر التبيين التي يقوم عليها دليل مؤيدي نظرية نقص القرءان ووجود كتب مكملة له، فقد جاء أمرالتببين للرسول الكريم فقط فى الأربع نصوص التالية:
ـ ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥﴾ سورة المائدة
وهنا واضح أن كلمة التبيين المقصود بها الإظهار الذي هو عكس الإخفاء (يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ) ولا يتعلق الأمر هنا بتكليف الرسول الكريم بالتشريع من دون الله تعـٰلى وإجراء التعديلات على الأحكام والعبادات الواردة فى القرءان. والخطاب موجه لأهل الكتـٰب الذين قاموا بإخفاء بعض من الكتـٰب.
ـ ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٩﴾ سورة المائدة
وهذا النص تأكيدًا على نفس المعنى السابق أن تبيين القرءان جاء بمعنى الإظهار لما نزل من القرءان فهو خطاب واضح لأهل الكتـٰب وتأكيد على دور الرسول الكريم بأنه بشير ونذير وليس مُكلف بالتدخل فى الأحكام والعبادات.
ـ ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٤٣ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ٤٤﴾ سورة النحل
ويخاطب النص السابق الرسول الكريم ويخبره عن الرسل من قبله وإمكانية سؤال أهل الذكر وهم أهل الكتـٰب أو أصحاب الرسالات السابقة عن هؤلاء الرسل، وأنه أيضًا يُوحى إليه مثلهم وجائه الذكر ليظهره للناس، وإن كان المعنى المقصود من التبيين هنا هو تفصيل لعبادات أو أحكام، فلا يسيقيم هنا مع قوله تعـٰلى (وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ)، فليس المطلوب من المؤمنين بالله التفكر فى تفصيل العبادة والأحكام بل الطاعة والتنفيذ، وهذا ما يؤيد معنى التبيين هنا أنه إظهار وتبليغ القرءان لعل الناس يتفكرون.
ثانيًا قوله (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) ليس المقصود به كل الناس على مر العصور، ولكن ناس بعينهم هم المقصودون فى هذا السياق. وهم ناس عاصروا الرسول الكريم، لإنه ليس فى مقدرته أن يبين شيئًا لأحد بعد مماته. وإن قال أحدهم أنه التبيين هنا يشمل أيضًا من سيأتى من بعد موت الرسول. فأرد عليه بأنه لو كان الأمر كذلك لحدث أمر من إثنين لا ثالث لهما:
1- أن يترك الرسول هذا التبيين فى كتـٰب محفوظ بجانب القرءان حتى يصل للأجيال من بعده إلى يوم القيامة، ولأخبرنا الله تعـٰلى عنه فى كتـٰبه الكريم حتى نتبع ما جاء فيه.
2- أو أن يُورث الرسول عليه السلام هذا التبيين شفهيًا لمن عاصروه، وتتوارث الأجيال هذه التعاليم والتبيين الذى تركه. ولابد أن يقوم الله تعالى بحفظ هذا الميراث من التبديل والعبث، وأنا يخبرنا بوضوح فى كتـٰبه بأن نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا مكملًا لما جاء فى القرءان.
فهل يرى أحدكم وجود لأحد من هذين الإحتمالين؟ بالطبع لا. إذًا فأنا لا أشك فى أن المقصود هنا (وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) خاص بمن كان لهم حوار وتفاعل مع الرسول أثناء حياته.
وهنا دليل على ورود كلمة الناس فى الكتـٰب بمعنى ناس بعينهم وليس كل الناس:
(يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰت سِمَانٍ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٍ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٍ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ ٤٦) سورة يوسف
حيث وردت (لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ) تشير إلى ناس بعينهم ينتظرونه وليس كل الناس على وجه العموم.
ـ ﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ٦٣ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٦٤﴾ سورة النحل
ويؤكد هذا النص المعنى الذي جاء فى النصوص السابقة فى سورة المائدة من مخاطبة الرسول عن أهل الكتـٰب وهنا بصيغة (أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ) وأن دوره أن يظهر لهم ما قد أخفوه وأختلفوا فيه من رسالة الله تعـٰلى.
ومما سبق يتضح من قراءة النصوص كاملة وبدون إقتطاعها أن مهمة الرسول عليه السلام كانت تبيين القرءان أي إظهاره وعدم كتمانه، وليس تفصيل المُجمل من الأحكام الواردة فيه كما يُقال أو إضافة تفاصيل لأحكام أو شرائع قد أمر بها الله سبحانه وتعـٰلى.
القرءان الكريم نزل من عند الله مُفصلًا
توجد أدلة كثيرة تُقرر بأن القرءان قد فصله الله تعـٰلى بالقدر الذي يريده من العباد، و أن القول بأن من مهام الرسول عليه الصلاة والسلام كانت تفصيل المُجمل من الأحكام الواردة فى القرءان يعارض النصوص التالية:
﴿أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلًاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ ١١٤﴾ سورة الأنعام
﴿وَلَقَدۡ جِئۡنَٰهُم بِكِتَٰبٖ فَصَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ هُدًى وَرَحۡمَةً لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٥٢﴾ سورة الأعراف
﴿وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٧﴾ سورة يونس
طاعة الرسول عليه السلام
كما سيبدو فى النصوص التالية فإن طاعة الرسول وتكرارها فى القرءان كانت للذين معه وعاصروه فى حياته، وليست لمن جاءوا بعد مماته، فإن معظم النصوص ورد فى بعض المواقف الحياتية للرسول وصحابته. فعلى سبيل المثال أثناء الخروج للقتال والحديث الموجه للمنافقين بطاعة الرسول، وأيضا لنهي الصحابة عن مخالفة أمره عليه السلام، وهذه النصوص من باب القصص القرءانى كما ورد عن أخبار الأنبياء الآخرين لتدبر هذه الأحداث والخروج منها بالعظات.
أما طاعة الرسول بعد موته فتكون فيما جاء به من قرءان لإنه لايوجد نص قرءاني واحد يتحدث صراحة عن طاعة الرسول بعد مماته وعن كيفية هذه الطاعة، وفي أي أفعال يجب طاعته مادام لم يكلفه الله بالتشريع أو بتغيير أحكام وتشريع الله تعـٰلى الوارد فى القرءان. وفى أى كتــٰب نجد أفعال الرسول هذه الواجب طاعتها!
﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًا ٨٠ وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ٨١﴾ سورة النساء
فهذا الخطاب بطاعة الرسول موجه لمن كان يدخل بيته ويسمع منه، وإذا برزوا من عنده بيت طائفة منهم غير الذى يقول. فهل الناس بعد مرور أكثر من ألف عام على تواصل الآن مع الرسول بعد مماته وبإمكانهم دخول بيته وتلقى أى تعليمات منه؟ بالطبع لا. إذاً فهذا الخطاب بالطاعة كان موجهًا لأشخاص بعينهم عاصروا الرسول بكل وضوح وصراحة.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةً فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٤٥ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ ٤٦﴾ سورة الأنفال
﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٧﴾ سورة الحشر
وهذه كانت بعض الأمثلة من النصوص المذكور فيها طاعة النبى، فمن الواجب تدبر النص كاملًا وداخل سياق القصص وليس إقتطاع جزء منه مثل قطع (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ) والإستدلال هنا على وجوب طاعة النبى حتى بعد وفاته بينما النص يخاطب المعاصرين للرسول أثناء موقف معين وهو هنا توزيع ما أفاء الله على رسوله.
السنة العملية أو التواتر
الرجاء مراجعة موضوع (خدعة التواتر في عبادات الإسلام)
الخلاصة
لم يذكر القرءان فى نصوصه شئ عن السنة النبوية، أو أن هناك كتـٰب آخر جاء ليكمل النقص الموجود فى القرءان الكريم.
وعلى ما يبدو أن موضوع السنة النبوية ما هو إلا بابًا فتحه إبليس وأعوانه من شياطين الإنس لصرف الناس عن كتـٰب الله تعـٰلى وإدخال التحريف والتغيير على دين الإسلام بعد أن إستحال عليهم التحريف المباشر للقرءان الذي تكفل الله تعـٰلى بحفظه للأجيال من الناس حتى قيام الساعة.
وكما أن الإعتقاد بوجود السنة النبوية هو طعن فى إكتمال القرءان، فإنه أيضًا إتهام لله تعـٰلى حاشاه والرسول الكريم بالتقصير فى إيصال الرسالة الخاتمة إلى البشر أجمعين، فقام بعض البشر بعد وفاة الرسول الكريم بعشرات أو مئات السنين بمحاولة جمع هذه السنة التي هى تفاصيل للأحكام والعبادات الناقصة فى القرءان، وأصبح دين الله تعـٰلى الذي سيحاسب عليه البشر يوم القيامة متروك لقال فلان سمعت أبي فلان يقول عن علان، وهذا الحديث ضعيف وذاك حسن وهذا ضعيف حسن. فهذا تدخل للبشر فى صياغة رسالة الله الخاتمة.
وبخصوص من جاء من الناس بعد موت النبى محمد فعليه طاعة الله تعـٰلى بما جاء فى كتـٰبه، وإن فعل فكفاه طاعة رب العباد ومـٰلك يوم الدين.
أعتقد أن الأمر يحتاج الشجاعة والمصارحة بأن الإسلام الذي وصلنا بعد حوالى 1400 عام من وفاة الرسول هو دين مختلف عن ما جاء به عليه السلام، ولمن أراد إتباع الرسالة الخاتمة عليه أن يعيد مراجعة كل التشريع والأحكام الإلهية من جديد معتمدًا فقط على كتـٰب الله المحفوظ.
ولمن أراد أن يتبع ماوجد عليه الآباء من إتباع لكتـٰب الله مصاحبًا لكتب السنة التي خطها البشر بأيديهم ندعو الله لنا وله بالهداية.
والله تعـٰلى أعلم
التعليقات على الموضوع (133)